وطن – تعيش عائلات 4 سائقي شاحنات مغاربة حالة من القلق والفزع بعد اختفائهم في ظروف غامضة أثناء عبورهم منطقة خطرة بين مدينة دوري شمال شرق بوركينا فاسو ومدينة تيرا غرب النيجر. كان السائقون يقودون 3 شاحنات محملة بالبضائع عبر طريق يشهد نشاطاً مكثفاً للمجموعات المسلحة التي تشتهر بأعمال النهب وقطع الطريق، ما جعل هذه المناطق معروفة بخطورتها على وسائل النقل التجاري.
وفق ما أفادت السفارة المغربية في بوركينا فاسو، كان السائقون ينتظرون لمدة أسبوع للحصول على مرافقة أمنية تضمن سلامتهم، إلا أنهم اضطروا للانطلاق بمفردهم بعد تعذر توفير الحراسة. ورغم المخاطر الواضحة في هذا الطريق، اختاروا المضي قدماً لتجنب تأخير الشحنات. وعلى إثر اختفائهم، باشرت السلطات في بوركينا فاسو عمليات البحث المكثفة لتحديد موقعهم وضمان سلامتهم، بالتنسيق مع الجانب المغربي.
هذه الحادثة التي تصدرت المشهد المغربي ليست الأولى من نوعها. فقد شهد هذا الشهر تعرض شاحنات مغربية أخرى لهجوم مسلح على الحدود بين مالي وموريتانيا، مما يعكس حجم المخاطر التي تواجه سائقي الشاحنات في منطقة الساحل الأفريقي، حيث تسود حالة من انعدام الأمن بسبب انتشار الجماعات المسلحة التي تستهدف النقل التجاري بانتظام.
الطريق الذي سلكه السائقون يُعد من أخطر الممرات البرية في القارة الأفريقية، إذ تنشط فيه عصابات مسلحة تشتهر بنهب الشاحنات واختطاف السائقين للحصول على الفدية. ووفق ما أفادت مصادر محلية، فإن هذه الجماعات تستغل غياب الحماية الأمنية في المناطق النائية لتحقيق مكاسب غير مشروعة، ما يجعل المرور دون مرافقة مسلحة مغامرة محفوفة بالعواقب الوخيمة.
الحادثة كشفت عن تحديات كبيرة يواجهها القطاع التجاري المغربي في تأمين شاحناته وموظفيه الذين يضطرون للعمل في ظروف خطرة. كما أنها دقت ناقوس الخطر حول الحاجة الماسة إلى تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لتأمين الطرق التجارية الحيوية، خاصة في منطقة الساحل التي تشهد تصاعداً في العمليات المسلحة.
بينما تواصل السفارة المغربية جهودها مع السلطات في بوركينا فاسو لتحديد مكان السائقين المختفين، يبقى السؤال قائماً حول مصيرهم ومدى قدرة الجهود الأمنية على إنقاذهم من خطر الجماعات المسلحة التي تسيطر على أجزاء واسعة من هذه المناطق.
-
اقرأ أيضا: