“شكراً لكم جميعاً”.. خطاب السخرية من القادة العرب في ظل حرب غزة

وطن – في مشهد ساخر يحمل في طياته مرارة الواقع، توالت “رسائل الشكر” الافتراضية للقادة العرب، الذين “ساهموا” بجهودهم “الجليلة” في إنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة. ابتداءً من الأردن مرورًا بمصر والإمارات، وصولًا إلى السعودية والمغرب والسلطة الفلسطينية، حملت الرسائل تهكمًا لاذعًا على المواقف الرسمية التي لم تتجاوز حدود البيانات والتصريحات الإعلامية، تاركة الميدان للمقاومة الفلسطينية وحدها.

الأردن، الذي يُشكر على “إغلاقه للسفارة الإسرائيلية”، ومصر على “فتح حدودها وقيادة عمليات الإنزال”، والإمارات على “توثيق معاناة الفلسطينيين بالكاميرات”، بينما يُذكر السعودية بـ”قطعها للنفط” وإلغاء مهرجاناتها الترفيهية. حتى المغرب، الذي يُثنى على مواقفه البطولية الافتراضية، والسلطة الفلسطينية التي “تخلت عن التنسيق الأمني”، كان لهم نصيب من هذا الشكر الممزوج بانتقاد ضمني لخيبة الدور العربي الرسمي.

في سياق هذه الرسائل، تبرز الحقيقة المريرة التي تفاقم معاناة الفلسطينيين. تصريحات “التضامن”، “جهود الوساطة”، والوعود التي لا ترى النور، كلها تُظهر اتساع الفجوة بين الشعوب والقادة. بينما يُنظر إلى هذه الرسائل كمرآة تعكس تناقض المواقف، فإنها تسلط الضوء على واقع عربي يفتقر إلى الفعل المؤثر، تاركًا المقاومة الفلسطينية لتخوض وحدها معركة التحرير.

مع تصاعد حدة الحرب وارتفاع أعداد الضحايا، يبقى الأمل معقودًا على الشعوب، التي تظل نابضة بالروح العربية الرافضة للتطبيع والانحياز للحق الفلسطيني. وفي ظل هذه السخرية المرة، يكمن دعوة لتوحيد الصفوف وكسر الجمود الذي يحيط بالمواقف الرسمية، من أجل دعم حقيقي وفعلي للقضية الفلسطينية.

  • اقرأ أيضا:
نتنياهو يشكر القادة العرب: خيانة علنية وتواطؤ لصالح مشروع “إسرائيل الكبرى”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى