من غزة إلى جنين.. الحرب لا تتوقف

وطن – فرح الفلسطينيون ومعهم العالم بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، لكن هذا الفرح لم يكتمل، إذ سرعان ما انتقل القتال من غزة المحاصرة لأكثر من 15 شهرًا إلى جنين، المدينة والمخيّم الذين أصبحا مسرحًا لعملية عسكرية واسعة تنفّذها قوات الاحتلال الإسرائيلي. المشاهد المروعة التي عرفها القطاع أصبحت اليوم واقعًا في شوارع جنين، التي تشهد سقوط شهداء وجرحى بالعشرات، فيما تهجر مئات العائلات قسرًا من ديارها إلى مصير مجهول.

القوات الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية انسحبت من المخيم، بعدما حاصرته لأكثر من شهر بناءً على تعليمات مباشرة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أمرها بملاحقة المقاومين ومحاصرتهم.

فشل السلطة في تنفيذ هذه المهمة جعلها تسلّم المدينة والمخيّم لقوات الاحتلال، التي ادعت أن عمليتها تهدف إلى القضاء على ما وصفته بـ”التهديدات الإرهابية” التي تهدد أمن المستوطنات في الضفة الغربية.

لكن المشهد لا يقتصر على القتل والدمار، بل يحمل في طياته إرهاصات انتفاضة جديدة، تشبه انتفاضة الأقصى عام 2000، مع تزايد العمليات الفدائية التي باتت تشمل فلسطينيين وأردنيين وأتراك، واليوم مغاربة. ما قام به القاضي عبد العزيز في تل أبيب مؤخرًا يُثبت أن القضية الفلسطينية لن تموت، مهما سعى بعض القادة العرب للتطبيع مع الاحتلال.

جنين، التي وصفها أبو عبيدة في خطابه الأخير بـ”شقيقة الروح” لغزة، تثبت أنها خط الدفاع الثاني عن القضية الفلسطينية. المدينة التي لا تهدأ، تقف اليوم كرمز للصمود والمقاومة، في وجه كل محاولات الاحتلال لطمس الهوية الفلسطينية. ومع تزايد التوترات في الضفة الغربية، يتنامى الخوف في تل أبيب من تكرار سيناريو السابع من أكتوبر، خصوصًا مع تصاعد العمليات البطولية داخل الأراضي المحتلة.

  • اقرأ أيضا:
نتنياهو يبدأ عدوانه في جنين: خطوة نحو ضمّ الضفة الغربية أم استئناف للحرب؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى