تحركات عسكرية مفاجئة في ليبيا.. لواء المرسى يتقدم نحو طرابلس وسط تصاعد التوتر

وطن – تشهد ليبيا تطورات عسكرية متسارعة في ظل الأزمة السياسية المستمرة، حيث أعلنت قوات تابعة لما يعرف بـ”لواء المرسى – سرية الموت” في مصراتة تحريك عدد من ألويتها نحو العاصمة طرابلس. هذا التحرك العسكري، المصحوب بثقل كبير من العتاد والقوات، يثير مخاوف من تجدد المواجهات المسلحة في البلاد التي تعاني من انقسامات وصراعات لا تنتهي.

ورغم عدم إعلان قيادة اللواء عن الدوافع الحقيقية لهذه الخطوة، إلا أنها أرجعتها إلى “تعزيز التواجد الميداني” و”رفع مستوى الجاهزية للحفاظ على الأمن والاستقرار”. غير أن هذه المبررات لم تخفِ القلق المتزايد من احتمالية اندلاع جولة جديدة من الاشتباكات بين القوى المتنافسة على السلطة في طرابلس والمناطق المجاورة.

يقود هذه المجاميع المسلحة القيادي الليبي صلاح بادي، المدرج على قائمة العقوبات الدولية بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي منذ عام 2011. يُتهم بادي بأنه أحد أبرز الشخصيات التي ساهمت في تقويض جهود الحل السياسي في ليبيا، حيث كان قائدًا بارزًا في “لواء الصمود” المعروف أيضًا باسم “فخر ليبيا”، فضلًا عن دوره في قيادة “لواء المرسى” المصراتي التابع لقوة درع ليبيا الوسطى.

ويشير تقرير صادر عن مجلس الأمن في نوفمبر 2018 إلى أن بادي كان مسؤولًا عن تنفيذ عمليات مسلحة عديدة ضد حكومة الوفاق الوطني السابقة، كما قاد هجمات دامية على طرابلس، أبرزها الاشتباكات العنيفة في أغسطس 2018 التي أودت بحياة 115 شخصًا. استخدمت قواته خلال تلك المواجهات دبابات ومدفعية ثقيلة، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الأمنية وتعقيد المشهد السياسي في البلاد.

ويبدو أن تحركات بادي الأخيرة تعيد إلى الأذهان أحداث 2016 و2017، عندما قاد هجمات مسلحة بهدف إعادة حكومة الإنقاذ غير المعترف بها، بقيادة خليفة الغويل، إلى السلطة. هذا السجل العنيف يجعل من التحركات العسكرية الأخيرة مصدر قلق إقليمي ودولي، خاصة مع تزايد الانقسامات بين الفصائل المسلحة في ليبيا.

في ظل هذه التطورات، يراقب المجتمع الدولي الوضع في ليبيا بحذر، وسط تساؤلات عن مدى تأثير هذه التحركات على المشهد السياسي والأمني، وما إذا كانت ستعيد البلاد إلى مربع الفوضى والاقتتال من جديد.

تصاعد التوترات في الجزائر بسبب تحركات الجماعات المسلحة على الحدود.. ما القصة؟
Exit mobile version