لقاء سري بين ابن زايد وبينيت في أبوظبي.. هل بدأ التخطيط لمرحلة ما بعد نتنياهو؟
وطن – في تطور لافت يعكس التحولات في المشهد السياسي الإسرائيلي والعلاقات السرية بين أبوظبي وتل أبيب، كشفت مصادر إعلامية عن لقاء غير معلن جمع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق نفتالي بينيت بولي عهد أبوظبي محمد بن زايد. الاجتماع الذي دام ثلاث ساعات داخل القصر الرئاسي يأتي في وقت تشهد فيه “إسرائيل” أزمة سياسية غير مسبوقة وتراجعًا كبيرًا في شعبية بنيامين نتنياهو، مما يفتح الباب أمام سيناريوهات محتملة لخلافته.
ورغم عدم صدور تأكيد رسمي حول اللقاء، إلا أن موقع “واينت” الإسرائيلي أشار إلى أن تفاصيله قد تتكشف قريبًا، وسط تكهنات بأن الإمارات بدأت التحضير لمرحلة ما بعد نتنياهو عبر تعزيز علاقاتها مع منافسيه المحتملين.
وبينيت، الذي شغل منصب رئيس الوزراء الإسرائيلي بين 2021 و2022، أعلن سابقًا اعتزاله العمل السياسي، لكنه واصل الإدلاء بتصريحات حول الشأن الإسرائيلي، مما جعله واحدًا من أبرز الشخصيات التي قد تعود بقوة إلى المشهد السياسي.
لماذا اختار بينيت أبوظبي؟
تاريخيًا، لطالما كانت الإمارات أحد أقرب الحلفاء الإقليميين لبينيت، حيث كان أول رئيس وزراء إسرائيلي يزور أبوظبي علنًا في ديسمبر 2021، عقب توقيع اتفاقيات التطبيع بين الطرفين. وتأتي زيارته السرية الأخيرة في وقت تصف فيه استطلاعات الرأي داخل “إسرائيل” بينيت بأنه الشخص الوحيد القادر على هزيمة نتنياهو إذا قرر العودة عبر حزب سياسي جديد.
اللقاء يثير تساؤلات عدة حول الدور الذي تلعبه الإمارات في التأثير على مستقبل القيادة في تل أبيب، خاصة أن نتنياهو يواجه ضغوطًا متزايدة من المعارضة الإسرائيلية بسبب الحرب المستمرة على غزة والانتكاسات العسكرية والسياسية التي تعاني منها حكومته.
التطبيع بين السر والعلن
يُذكر أن الإمارات، التي كانت أولى الدول المطبعة مع “إسرائيل” بموجب اتفاقيات أبراهام، أصبحت اليوم أحد الداعمين الأساسيين للكيان المحتل اقتصاديًا وعسكريًا. ففي حين تجنبت العديد من الدول الخليجية التعامل العلني مع الاحتلال بعد حرب غزة، استمرت أبوظبي في استقبال مسؤولين إسرائيليين بشكل منتظم، سواء في العلن أو في الخفاء.
فهل تشهد الأيام المقبلة مفاجآت في المشهد الإسرائيلي؟ وهل تلعب الإمارات دور الوسيط لتسهيل انتقال السلطة في تل أبيب؟ الأكيد أن التحالف بين “إسرائيل” وأبوظبي تجاوز مرحلة التطبيع العلني ليصل إلى التخطيط السياسي المشترك، وفق ما تكشفه اللقاءات السرية المتواصلة.
-
اقرأ أيضا: