فضيحة تجسس مدوية: محمد بن سلمان يمنح إسرائيل مفاتيح الأسرار السعودية

وطن – يجد ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، نفسه في قلب فضيحة تجسس جديدة، بعدما كشفت تقارير دولية تورطه في التعاون مع خبراء إسرائيليين لاختراق أجهزة أمراء من العائلة الحاكمة، على رأسهم محمد بن نايف ومتعب بن عبدالله. الهدف كان واضحًا: مراقبة تحركاتهم والقضاء على أي تهديد محتمل لسلطته المطلقة.

بحسب المصادر، استعان ابن سلمان بتقنيات إسرائيلية متطورة، خاصة برنامج “بيغاسوس” الشهير الذي طورته شركة “NSO Group”، وذلك بعدما فشل فريقه التقني في تشغيل الأنظمة المتطورة للتجسس داخليًا. هذا البرنامج، الذي يُستخدم عادة في ملاحقة المعارضين السياسيين، تم تسخيره داخل السعودية للتجسس على أقرب المقربين من ولي العهد، في خطوة تعكس مدى عدم ثقته حتى في الدائرة المحيطة به داخل الأسرة الحاكمة.

ناشطون سعوديون معارضون، من بينهم عمر الزهراني، أكدوا أن ابن سلمان لم يكتفِ بالتجسس على منافسيه من الأمراء، بل عمد إلى التنكيل ببعضهم واعتقالهم، كما حصل مع أبناء عمومته من أسرة الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز. هذه التحركات تأتي ضمن محاولات ولي العهد المستمرة لتعزيز سلطته المطلقة داخل المملكة، وإسكات أي صوت قد يعارض نهجه أو يهدد طموحه للعرش.

برنامج “بيغاسوس“، الذي استخدمه ابن سلمان لتعقب خصومه، لم يكن مجرد أداة للقمع الداخلي، بل لعب دورًا رئيسيًا في قضايا دولية، من بينها اغتيال الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول عام 2018. التقارير أكدت أن النظام السعودي استخدم هذه الأداة لتعقب خاشقجي قبل اغتياله الوحشي، مما يثبت مدى استعداده لاستخدام أي وسيلة لضمان بقائه في السلطة.

الأمر لم يقتصر على السعوديين فقط، بل تعدى ذلك إلى شخصيات دولية بارزة. كان من بين ضحايا عمليات التجسس رجل الأعمال الأمريكي جيف بيزوس، مالك صحيفة “واشنطن بوست”، حيث تعرض هاتفه للاختراق، ما أدى إلى تسريب معلومات خاصة أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط الإعلامية والسياسية.

هذه الفضيحة ليست الأولى من نوعها، ولكنها تؤكد مجددًا مدى عمق العلاقة بين السعودية والاحتلال الإسرائيلي، حيث لم يتردد ابن سلمان في فتح الأبواب أمام الإسرائيليين لاختراق أسرار المملكة، مقابل تعزيز قبضته الحديدية على السلطة. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: إلى متى ستستمر هذه العلاقة السرية؟ وهل ستدفع العائلة الحاكمة في السعودية ثمنًا باهظًا بسبب سياسات ولي العهد الطائشة؟

“بيغاسوس” يعود للواجهة.. فضيحة جديدة للسعودية كشفت عنها منظمة دولية
Exit mobile version