وطن – تسعى السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس للسيطرة على قطاع غزة، حتى لو كان ذلك عبر مواجهة عسكرية مع حركة حماس.
وفقًا لمصادر مطلعة، أبلغت السلطة الولايات المتحدة بأنها مستعدة للاشتباك مع حماس إذا كان هذا هو الثمن اللازم لاستعادة السيطرة على القطاع.
هذا الموقف جاء ضمن عرض تقديمي قدّمه مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، خلال اجتماع في الرياض مع مسؤول السلطة البارز حسين الشيخ، الذي يُنظر إليه كخليفة محتمل لعباس.
تتضمن الخطة التي اقترحتها السلطة أن يتم حكم قطاع غزة من قبل لجنة تكون غالبيتها من خارج القطاع، على أن يتولى زياد أبو عمرو، أحد مستشاري عباس، منصب الحاكم الفعلي لغزة. أبو عمرو، المولود في غزة والحاصل على الجنسية الأمريكية، قد يكون مقبولًا لدى إدارة ترامب نظرًا لخلفيته الأكاديمية والسياسية، حيث يحمل درجة الدكتوراه من جامعة جورج تاون.
تم تسهيل الاجتماع بين مبعوث ترامب والسلطة الفلسطينية عبر وساطة سعودية، لكن المصادر تؤكد أن الرياض لم تطّلع على تفاصيل الخطة قبل تقديمها. بعد لقائه مع حسين الشيخ، سافر ويتكوف إلى إسرائيل للقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حيث ناقشا المخطط الفلسطيني لاستعادة السيطرة على غزة.
السلطة الفلسطينية تأمل في الحصول على دعم أمريكي عسكري في حال اندلاع مواجهة مع حماس، خصوصًا أن الإدارة الأمريكية تدعم منذ فترة طويلة جهود استبدال حكم حماس في القطاع. كما أن مشاهد دعم حماس، التي تجلّت في مراسم تسليم الأسرى الأخيرة، أحرجت السلطة الفلسطينية وأثبتت أن الحركة تحظى بتأييد شعبي كبير، وهو ما يضغط على عباس لإيجاد طريقة لإعادة فرض سلطته على غزة.
يواجه هذا المخطط تحديات كبيرة، إذ يُنظر إلى السلطة الفلسطينية على نطاق واسع داخل الضفة الغربية على أنها كيان فاسد ومتعاون مع الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يجعل من الصعب إقناع الفلسطينيين بقبول أي ترتيبات جديدة تُفرض على غزة.
كما أن حماس لن تسلّم القطاع بسهولة، ما يعني أن أي محاولة للسيطرة عليه بالقوة قد تؤدي إلى مواجهة دامية بين الطرفين، وهو سيناريو قد يشعل الأوضاع في الأراضي الفلسطينية بأكملها.
-
اقرأ أيضا: