وطن – في خطوة غير مسبوقة، أعلنت تسع دول غير عربية تشكيل تحالف دولي جديد تحت اسم “مجموعة لاهاي”، بهدف التصدي لجرائم الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، والعمل على محاسبته أمام المحاكم الدولية. هذه المجموعة، التي تضم دولًا من إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، تعهدت باتخاذ إجراءات صارمة ضد إسرائيل، في وقت تواصل فيه الأنظمة العربية صمتها أو تورطها في مسارات التطبيع.
يتكون التحالف من جنوب أفريقيا، السنغال، ماليزيا، ناميبيا، بوليفيا، كولومبيا، كوبا، هندوراس، وجزر بليز، وهي دول لا تربطها صلات مباشرة بالقضية الفلسطينية، لكنها تتخذ مواقف مبدئية تدعو إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ومحاسبة قادته على جرائم الحرب المرتكبة في غزة والضفة الغربية.
جاءت أبرز تعهدات مجموعة لاهاي حظر تصدير الأسلحة والمعدات العسكرية إلى إسرائيل، ورفض استقبال السفن المحملة بالأسلحة أو الوقود العسكري الموجه للكيان الصهيوني، والعمل على تنفيذ الأحكام الصادرة عن محكمة الجنايات الدولية، بما في ذلك مذكرات التوقيف بحق نتنياهو، والاعتراف بحق الفلسطينيين في تقرير المصير وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ودعوة المجتمع الدولي للانضمام إلى التحالف لدعم العدالة وسيادة القانون
اللافت أن هذا التحالف يخلو تمامًا من أي دولة عربية، مما يسلط الضوء على المواقف المتخاذلة للأنظمة العربية تجاه فلسطين. رغم تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة، تواصل بعض الدول العربية التعاون مع الاحتلال في مختلف المجالات، بينما تقف أخرى صامتة دون أي تحرك فعلي لنصرة الفلسطينيين أو معاقبة إسرائيل على انتهاكاتها.
مع تشكيل هذا التحالف، قد تجد الدول العربية المطبعة نفسها في موقف محرج، خاصة أن مجموعة لاهاي تتبنى مواقف أكثر تقدمًا في دعم القضية الفلسطينية من بعض الدول التي تدعي قيادتها للعالم العربي. في المقابل، يشير محللون إلى أن هذه الخطوة قد تعزز الضغوط الدولية على إسرائيل، وتفتح الباب أمام مزيد من العقوبات والإجراءات القانونية ضد الاحتلال.
-
اقرأ أيضا: