محمد بن سلمان يمهد للتطبيع مع إسرائيل.. خطوة خطوة نحو تل أبيب

وطن – يبدو أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ماضٍ في طريق التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي بخطوات مدروسة، تمهيدًا لإعلان رسمي قد يكون قريبًا. فمنذ وصوله إلى الحكم، اتبع ابن سلمان سياسة قائمة على الانفتاح الاقتصادي والاجتماعي، لكنه في الوقت نفسه كان يعمل بصمت على تعزيز العلاقات مع إسرائيل، مستخدمًا أدوات ناعمة مثل الرياضة والثقافة، وصولًا إلى الاجتماعات الدبلوماسية العلنية.

كانت أولى إشارات التقارب عندما جلس محمد بن سلمان مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، حيث أطلعه الأخير على خطة السلام المعروفة بـ”صفقة القرن“، وعرض عليه خارطة طريق لتطبيع العلاقات مع إسرائيل. من حينها، بدأ ولي العهد السعودي بتنفيذ استراتيجيات تهدف إلى تغيير المزاج العام في بلاده، عبر إقامة حفلات فنية، وتشجيع الرياضة، وإفساح المجال للإعلام السعودي لطرح فكرة “التعايش” مع إسرائيل.

لم يقتصر التطبيع على اللقاءات السرية، فقد أصبحت التحركات علنية أكثر، حيث التقت السفيرة السعودية في واشنطن ريما بنت بندر بمسؤولين إسرائيليين، في أول لقاء رسمي بين البلدين. كما أن السعودية لم تتردد في استقبال الرياضيين الإسرائيليين للمشاركة في البطولات المقامة على أراضيها، وهو ما أثار استنكارًا واسعًا في أوساط الشعوب العربية والإسلامية.

منذ توقيع اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل ودول عربية أخرى مثل الإمارات والبحرين، كانت السعودية دائمًا في الصورة ولكن دون إعلان رسمي. تصريحات محمد بن سلمان في اللقاءات الدولية أكدت أن التطبيع “مسألة وقت”، وأن القضية الفلسطينية لم تعد أولوية بالنسبة للمملكة، وهو ما أكده صمت الشارع السعودي عن جرائم الاحتلال في غزة، وعدم خروج أي مظاهرات منددة بالإبادة الجماعية المستمرة ضد الفلسطينيين.

التقارب المتسارع بين الرياض وتل أبيب يفتح التساؤل حول توقيت الإعلان الرسمي للتطبيع، خاصة بعد الترحيب العلني بالوفود الإسرائيلية، والمشاركة السعودية في مشاريع اقتصادية مشتركة مع إسرائيل عبر وسطاء. وبحسب تقارير، فإن المملكة قد تختار توقيتًا استراتيجيًا للإعلان، بعد ضمان دعم أمريكي واسع وحصولها على امتيازات سياسية وعسكرية مقابل هذه الخطوة.

نتنياهو يزور ترامب لمناقشة صفقة التطبيع مع السعودية.. ماذا يدور في الكواليس؟
Exit mobile version