أردوغان يستضيف أحمد الشرع ووزير خارجية مصر في يوم واحد.. ماذا يجري؟

وطن – في خطوة مفاجئة، استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في يوم واحد، كلًّا من أحمد الشرع، الرئيس المؤقت لسوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، ووزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي. اللقاءان اللذان جريا بشكل متزامن في أنقرة أثارا تساؤلات حول مغزى هذه التحركات، وما إذا كانت أنقرة تعمل على إعادة ترتيب المشهد الإقليمي بما يخدم مصالحها، خاصة في ظل التطورات الأخيرة في سوريا.

زيارة أحمد الشرع إلى أنقرة جاءت بعد أيام من زيارته الأولى إلى السعودية، وهو ما يسلط الضوء على الدور التركي في دعم النظام الجديد في دمشق بعد سقوط الأسد. في المقابل، وصول وزير الخارجية المصري إلى تركيا يعكس تحسن العلاقات بين القاهرة وأنقرة بعد سنوات من التوتر الذي بدأ منذ عزل الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي عام 2013.

تزامن اللقاءين يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت تركيا تلعب دور الوسيط بين القاهرة ودمشق الجديدة، خاصة أن مصر لم تعلن رسميًّا موقفها من القيادة الجديدة في سوريا بعد الإطاحة بالأسد. لكن تهنئة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لأحمد الشرع بتنصيبه رئيسًا مؤقتًا قد تكون إشارة إلى أن القاهرة تستعد لفتح صفحة جديدة في علاقتها مع سوريا بعد سنوات من القطيعة.

السياسة التركية دائمًا ما تحكمها لغة المصالح، وقد أثبت أردوغان مرارًا قدرته على التكيف مع التغيرات الإقليمية، وهو الذي لم يتردد في مصافحة السيسي رغم سنوات العداء والتراشق الإعلامي بين الطرفين. واليوم، يبدو أنه يستخدم نفس القاعدة في التعامل مع القيادة الجديدة في دمشق، ساعيًا إلى تعزيز نفوذه في سوريا دون الدخول في خلافات مع مصر التي تعد لاعبًا رئيسيًا في المنطقة.

يبقى السؤال: هل نشهد قريبًا تقاربًا بين القاهرة ودمشق برعاية أنقرة؟ وهل يكون هذا جزءًا من ترتيبات إقليمية أوسع تشمل إعادة توزيع التحالفات في المنطقة؟ الأيام القادمة وحدها ستكشف تفاصيل هذه التحركات وما قد تحمله من مفاجآت على الساحة السياسية العربية.

السيسي يضع أبواقه الإعلامية في ورطة بعد تهنئته لأحمد الشرع
Exit mobile version