انهيارات متسارعة لمليشيا الدعم السريع.. كيف تلاشت أحلام ابن زايد في السودان؟

وطن – تشهد قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي” تراجعًا ميدانيًا متسارعًا في السودان، حيث تواجه انهيارات متتالية مقابل تقدم واضح للجيش السوداني.

رغم الدعم العسكري الواسع الذي قدمته الإمارات لمليشيا حميدتي طمعًا في السيطرة على ثروات السودان، إلا أن المليشيا باتت تتكبد خسائر ضخمة جعلتها تفقد السيطرة على العديد من المناطق الاستراتيجية.

تشير التقارير إلى أن مليشيا الدعم السريع عانت من ارتكاب أخطاء عسكرية واستراتيجية كبيرة، إلى جانب انقسامات داخلية وصعوبات في تأمين الإمدادات، مما أدى إلى فقدانها القدرة على الصمود أمام الجيش السوداني.

في المقابل، عزز الجيش السوداني قدراته العسكرية بدعم من دول حليفة مثل مصر وتركيا وإيران، ما مكّنه من استعادة مناطق مهمة مثل مدينة ود مدني، والتقدم بشكل متسارع نحو الخرطوم.

أحد أبرز المكاسب التي حققها الجيش مؤخرًا كانت السيطرة على مصفاة الجيلي النفطية شمالي الخرطوم، إلى جانب مناطق استراتيجية أخرى مثل حي الرميلة، ومقر الإمدادات الطبية، ودار صك العملة. كما لعبت الطائرات المسيرة التركية “بيرقدار” دورًا محوريًا في تدمير نحو نصف مدفعية قوات الدعم السريع، مما زاد من إضعاف قدراتها الهجومية.

في المقابل، يبدو أن الضغوط الدبلوماسية الدولية التي كشفت تآمر الإمارات على السودان تسببت في تراجع الدعم العسكري الذي كانت تقدمه أبوظبي لقوات حميدتي، ما أدى إلى صعوبة حصول المليشيا على الأسلحة والذخائر، وهو ما انعكس بشكل واضح على سير المعارك. هذا التراجع العسكري لقوات الدعم السريع يمثل صفعة قوية لمحمد بن زايد، الذي راهن على هذه المليشيا لإحكام سيطرته على السودان ونهب موارده.

تدخل الإمارات في الحرب السودانية لم يكن مجرد دعم عسكري، بل جاء ضمن مخطط للهيمنة الاقتصادية على البلاد، خصوصًا من خلال السيطرة على مناجم الذهب والمنافذ التجارية الحيوية. لكن مع تراجع مليشيا الدعم السريع، تتبخر أحلام ابن زايد في تحقيق أهدافه، في وقت تزداد فيه عزلة الإمارات بسبب سياساتها العدائية تجاه الدول الإفريقية.

هل تُعاقب الإمارات على دعمها لقوات الدعم السريع في السودان؟
Exit mobile version