منصف المرزوقي يتهم الجزائر بتعطيل الوحدة المغاربية.. ما القصة؟
وطن – وجه الرئيس التونسي الأسبق، منصف المرزوقي، اتهامات مباشرة للجزائر بعرقلة التقارب المغاربي، محملاً إياها مسؤولية تعثر مشروع الاتحاد المغاربي وتفاقم الانقسامات بين دول المنطقة. جاءت تصريحات المرزوقي خلال مقابلة تلفزيونية، حيث أشار إلى أن الجزائر رفضت مقترح “الحريات الخمس” الذي قدمه خلال فترة حكمه بعد ثورة الياسمين في تونس، ما أدى إلى فشل المبادرة التي كانت تهدف إلى تعزيز التعاون بين شعوب المغرب العربي.
وأوضح المرزوقي أن اقتراحه كان يقوم على ضمان حرية التنقل والعمل والإقامة والتملك بين الدول المغاربية، بعيدًا عن الخلافات السياسية، خاصة الصراع بين الجزائر والمغرب حول ملف الصحراء الغربية. إلا أن الجزائر، بحسب المرزوقي، أصرت على ضرورة حل النزاع الحدودي قبل أي اندماج اقتصادي أو سياسي، وهو ما أدى إلى تجميد المشروع ومنع باقي الدول، مثل ليبيا والمغرب وموريتانيا، من المضي قدمًا في تنفيذه.
وأضاف المرزوقي أن هذا الموقف المتشدد من الجزائر كان له أثر سلبي على مستقبل المنطقة برمتها، إذ أدى إلى تعطيل أي جهود حقيقية لتحقيق التكامل الاقتصادي والسياسي بين دول المغرب العربي. كما اعتبر أن تمسك الجزائر بموقفها دون السعي إلى حلول توافقية أضر بمصالح شعوب المنطقة التي كانت تتطلع إلى مزيد من التعاون والانفتاح بين الدول المغاربية.
وانتقد المرزوقي أيضًا موقف تونس الحالي من الأزمة المغاربية، مشيرًا إلى أن الرئيس التونسي الحالي، قيس سعيد، انحاز بشكل واضح إلى الجزائر عندما استقبل زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي خلال قمة “تيكاد 8” في تونس عام 2023. واعتبر أن هذا الاستقبال كان بمثابة موقف داعم للجزائر في النزاع، مما أدى إلى توتر العلاقات التونسية المغربية وأثر سلبًا على التقارب المغاربي.
ويرى المرزوقي أن تونس كان يجب أن تحافظ على موقف الحياد في هذا الملف الحساس، بدلًا من الانخراط في صراع سياسي يزيد من تفكك المنطقة. كما أكد أن استمرار هذا النهج سيجعل من الصعب تحقيق أي نوع من الوحدة أو التعاون الحقيقي بين دول المغرب العربي.
تصريحات المرزوقي أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط المغاربية، بين من يرى أنها تسلط الضوء على عقبات حقيقية تعرقل الوحدة المغاربية، وبين من يعتبرها محاولة لتحميل الجزائر مسؤولية فشل مشروع الوحدة، في حين أن الانقسامات الداخلية والسياسات المتباينة بين الدول المغاربية لعبت دورًا أكبر في تعثر التكامل الإقليمي.
-
اقرأ أيضا: