وطن – عاد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى المشهد السياسي بقوة، مثيرًا العاصفة بقراراته الجريئة التي يراها البعض “جنونية” وغير مسبوقة. فمنذ توليه منصبه، بدأ في تنفيذ خطط توسعية تهدد الاستقرار العالمي، بما في ذلك ضم أراضٍ جديدة، وفرض رسوم جمركية قاسية، وابتزاز الحلفاء لدفع مبالغ ضخمة مقابل الحماية العسكرية.
إحدى أخطر قرارات ترامب تتمثل في خطته لتهجير سكان غزة، وهي جزء من سياسة أكثر شمولًا لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط، لكنه لم يتوقف عند هذا الحد. الرئيس الأمريكي السابق يطمح إلى ضم خليج المكسيك إلى الولايات المتحدة، زاعمًا أنه “بحق أمريكا”، كما أمر بعبور السفن الأمريكية قناة بنما دون دفع أي رسوم، ما أثار توترات مع حكومة بنما التي حاولت التصدي لهذا القرار قبل أن تخضع في النهاية.
في أوروبا، لوّح ترامب بضم جزيرة جرينلاند التابعة للدنمارك، وفرض رسومًا جمركية ضخمة على الصادرات الكندية بعد تصريحات استفزازية وصف فيها كندا بأنها “الولاية الـ51 للولايات المتحدة”. كما وضع طوكيو وبرلين أمام خيار صعب، مطالبًا إياهما بدفع مليارات الدولارات مقابل استمرار الوجود العسكري الأمريكي في اليابان وألمانيا، وهو ما أثار استياء الحكومتين.
لم يتوقف ترامب عند ذلك، بل صعّد من موقفه تجاه الحلفاء الغربيين، حيث طالب الدول الأوروبية الأعضاء في “الناتو” بزيادة إنفاقها العسكري، ملوحًا بإمكانية انسحاب واشنطن من الحلف إذا لم يتم الاستجابة لمطالبه. هذه التصريحات أثارت قلقًا واسعًا داخل أوروبا، التي باتت تدرك أن أمريكا بقيادة ترامب لم تعد شريكًا يمكن الوثوق به في حماية أمنها.
إضافة إلى سياساته الخارجية العدائية، ألغى ترامب مشاركة الولايات المتحدة في اتفاق باريس للمناخ، معتبرًا أن الاتفاق “يضر بالاقتصاد الأمريكي”، كما هاجم المؤسسات الدولية، مشيرًا إلى أن واشنطن لن تستمر في تمويل منظمات “لا تخدم مصالحها المباشرة”.
لكن كل هذه المخططات، وفق محللين، لن تُنفذ بدون تمويل ضخم، وهو ما دفع ترامب إلى مطالبة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بدفع تريليون دولار، في محاولة لاستنزاف ثروات الخليج كما فعل سابقًا حين طالب الرياض بدفع مبالغ خيالية مقابل “حمايتها”. يبدو أن ترامب عاد أكثر اندفاعًا من أي وقت مضى، فهل سينجح في تنفيذ مخططاته أم أن معارضيه سيوقفون جنونه؟
-
اقرأ أيضا: