ماذا يعني انسحاب جيش الاحتلال من محور نتساريم وسط قطاع غزة؟

وطن – انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من محور نتساريم،  الانسحاب يعكس تحولًا استراتيجيًا في الحرب على قطاع غزة. بعد محاولات مستمرة لترسيخ وجود دائم في المنطقة، اضطرت إسرائيل للتراجع تحت وطأة ضربات المقاومة والمفاوضات السياسية، ما يعني فشل خطتها الرامية إلى تقسيم القطاع والسيطرة على شماله.

الانسحاب الإسرائيلي جاء في إطار اتفاق وقف إطلاق النار، لكنه لم يكن خيارًا عسكريًا بحتًا، بل جاء نتيجة فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه الميدانية. طوال الأشهر الماضية، حاولت إسرائيل فرض وقائع جديدة عبر توسيع محور نتساريم ليصل عرضه إلى 80 كيلومترًا وعمقه ما بين 6.5 و7 كيلومترات، كما أقامت أربع مواقع رئيسية مدعومة بأربع أخرى مساندة، وباشرت في إنشاء بنى تحتية لتعزيز وجودها، إلا أن معظم المنشآت كانت قابلة للتفكيك، ما يشير إلى استعداد الاحتلال للانسحاب في أي لحظة.

المحلل العسكري فايز الدويري اعتبر أن هذا الانسحاب يحمل أبعادًا سياسية واستراتيجية أكثر من كونه مجرد خطوة عسكرية، حيث يعكس إخفاق الرؤية الإسرائيلية تجاه غزة، ويؤكد أن إرادة المقاومة والتفاوض يمكن أن تفرض معادلات جديدة على الأرض.

صحيفة يديعوت أحرونوت أشارت إلى أن محور نتساريم شكل عنصرًا مهمًا في طموحات المستوطنين للعودة إلى الاستيطان في شمال قطاع غزة، مما يعني أن الإخلاء يمثل ضربة قاسية لهذه الطموحات، ويؤكد عدم وجود قوات إسرائيلية في شمال القطاع بعد هذا الانسحاب.

الاحتلال الإسرائيلي، وقبل انسحابه، أقدم على حرق بعض المحتويات والممتلكات في المنطقة، وهو أسلوب تكرر في عمليات انسحاب أخرى من مناطق فلسطينية مختلفة. ومع أن الاحتلال يحاول تقديم هذه الخطوة في إطار الترتيبات السياسية، فإن الواقع الميداني يكشف أنها جاءت بعد الفشل في تحقيق الأهداف العسكرية التي وضعها منذ بداية الحرب.

انسحاب الاحتلال من محور نتساريم يمثل تطورًا مهمًا بالنسبة لسكان قطاع غزة، حيث يساهم في تسهيل حركة المواطنين بعد أن كان المحور يشكل عائقًا رئيسيًا أمام تنقلهم بفعل الحصار الذي فرضه الاحتلال. هذا التغيير يؤكد أن المقاومة الفلسطينية تمكنت من فرض معادلة جديدة على الأرض، وأجبرت الاحتلال على إعادة حساباته، وهو ما قد يؤدي إلى مزيد من التحولات في مسار الحرب خلال الفترة القادمة.

كيف يتم تفتيش العائدين لشمال غزة؟ ومن يفتشهم؟
Exit mobile version