ما الذي يخيف إسرائيل من منهج الصف الخامس الابتدائي؟

وطن – في خطوة أثارت جدلًا واسعًا، قررت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” إلغاء تدريس كتاب اللغة العربية للصف الخامس الابتدائي في مدارسها بالضفة الغربية، وذلك تحت ضغوط إسرائيلية وأمريكية. القرار الذي جاء على وقع احتجاجات إسرائيلية، يُنظر إليه على أنه محاولة جديدة لطمس الهوية الوطنية الفلسطينية من المناهج الدراسية.

الكتاب الذي أثار قلق إسرائيل يتضمن دروسًا عن معركة القسطل التي جرت عام 1948 بين المقاومة الفلسطينية والمجموعات الصهيونية، إضافة إلى سيرة المناضلة دلال المغربي التي استشهدت عام 1978، ونصوص أدبية للشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان، وهو ما اعتبرته إسرائيل تحريضًا على المقاومة.

الأونروا أصدرت خطابًا رسميًا إلى مديري المدارس التابعة لها، أوصت فيه بالتوقف عن تدريس النسختين المطبوعة والرقمية من الكتاب، مبررة القرار بالحرص على التوافق مع سياسات المناهج الدراسية وضمان جودة التعليم. كما أوضحت الوكالة أن مسؤولي التعليم سيجرون زيارات مفاجئة للمدارس للتحقق من التزام المعلمين بالقرار.

القرار أثار موجة واسعة من الانتقادات في الأراضي المحتلة، حيث اعتبره خبراء التعليم محاولة واضحة لمحو الإرث الوطني الفلسطيني من المناهج، ضمن مخطط أوسع لتصفية الفكر الوطني. المكتب التنفيذي للجان الشعبية للاجئين أدان القرار بشدة، معتبرًا أنه استمرار لمحاولات سابقة لحذف أسماء الشهداء، واسم فلسطين، وحتى مصطلح الاحتلال من الكتب المدرسية التي تعتمدها الأونروا.

إسرائيل لطالما مارست ضغوطًا مكثفة على الأونروا لتعديل المناهج الدراسية في المدارس التابعة لها، بهدف تقويض الرواية الفلسطينية. ويرى محللون أن القرار الأخير يعكس مدى نجاح الاحتلال في فرض سيطرته على المحتوى التعليمي، من خلال الضغط السياسي والمالي على المنظمة الأممية.

السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا تخشى إسرائيل من أن يتعلم أطفال فلسطين عن تاريخهم الحقيقي؟ وهل سيكون هذا القرار مقدمة لإجراءات أوسع تهدف إلى محو الذاكرة الوطنية الفلسطينية من الأجيال القادمة؟

الكويت ترد بطريقتها على محاربة المنهاج الفلسطيني.. شاهد ما فعلته ولقي إشادة واسعة
Exit mobile version