وطن – أثارت واقعة العثور على 28 جثة مدفونة في مدينة الكفرة الليبية حالة من الصدمة والاستياء، حيث كشفت التحقيقات الأولية أن الجثث تعود إلى مهاجرين غير نظاميين، يُعتقد أنهم تعرضوا للاحتجاز والتعذيب قبل مقتلهم. هذا الاكتشاف المروع جاء بعد مداهمة أمنية لمركز احتجاز غير قانوني شمال الكفرة، حيث تم تحرير 76 مهاجرًا آخرين كانوا محتجزين في ظروف قاسية وغير إنسانية.
وأعلنت النيابة العامة الليبية أنه تم القبض على ثلاثة مشتبه بهم، من بينهم اثنان يحملان جنسية أجنبية لم يتم الكشف عنها بعد، وسط تحقيقات واسعة حول شبكة إجرامية متخصصة في الاتجار بالبشر. وبحسب الرواية الرسمية، فإن العصابة كانت تحتجز المهاجرين لابتزاز ذويهم وفرض فدية مالية عليهم، كما عمد أفرادها إلى تعذيب المحتجزين وإخضاعهم لمعاملة مهينة وغير إنسانية.
تم إخضاع الجثث التي عُثر عليها لفحوصات طبية لتحديد أسباب الوفاة، وسط ترجيحات بأن الضحايا ربما تعرضوا للتعذيب أو تُركوا للموت جوعًا داخل المركز. وتعيد هذه الحادثة تسليط الضوء على الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها المهاجرون غير الشرعيين في ليبيا، حيث تنشط شبكات تهريب البشر مستغلة الوضع الأمني الهش وضعف الرقابة في المناطق الحدودية.
تأتي هذه التطورات في ظل تزايد موجات الهجرة إلى جنوب شرق ليبيا، لا سيما مع استمرار الحرب في السودان المجاور، حيث بلغ عدد اللاجئين السودانيين الذين نزحوا إلى الكفرة نحو 65 ألف شخص، وهو ما يعادل عدد السكان الليبيين في المدينة، مما أدى إلى تفجر أزمة إنسانية جديدة وسط غياب الحلول المستدامة لمعالجة ملف المهاجرين غير الشرعيين.
في ظل تصاعد الضغوط الدولية على ليبيا لوقف انتهاكات حقوق الإنسان بحق المهاجرين، تواجه السلطات اختبارًا صعبًا في تفكيك شبكات التهريب والإتجار بالبشر، لا سيما في المناطق الصحراوية التي تُستخدم كنقاط احتجاز ونقل للمهاجرين الذين يحاولون العبور نحو أوروبا.
هذه الحادثة تعد جرس إنذار جديد حول تفاقم أزمة المهاجرين في ليبيا، فهل تتحرك السلطات الليبية بشكل جاد لملاحقة المتورطين وتفكيك هذه الشبكات الإجرامية؟ أم أن هذه الجريمة ستنضم إلى قائمة الانتهاكات التي لم يُحاسب أحد عليها؟
-
اقرأ أيضا: