وطن – في محاولة جديدة لكسب الدعم الأمريكي، عرض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على نظيره الأمريكي دونالد ترامب صفقة مغرية تتعلق بالمعادن الثمينة والموارد الأرضية النادرة التي تمتلكها أوكرانيا، وذلك مقابل التزام واشنطن بحمايته وتقديم الدعم العسكري في الحرب ضد روسيا.
جاء هذا العرض خلال مقابلة مع وكالة رويترز للأنباء، حيث استعرض زيلينسكي خريطة المعادن النادرة لأوكرانيا، مشيرًا إلى أن بلاده تتصدر قائمة الدول الأوروبية من حيث احتياطيات التيتانيوم، وتحتل المركز العاشر عالميًا، فضلًا عن امتلاكها ثلث احتياطيات الليثيوم في أوروبا، وهو عنصر أساسي في صناعة البطاريات والتكنولوجيا الحديثة. كما أكدت كييف أن لديها احتياطيات قياسية من 22 معدنًا من أصل 34 مصنفة كمعادن استراتيجية وفق تصنيف الاتحاد الأوروبي.
التقارب المحتمل بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يثير مخاوف زيلينسكي، خصوصًا مع تصريحات ترامب المتكررة عن رغبته في إنهاء الحرب فور توليه الرئاسة، ما دفع الرئيس الأوكراني لإعادة تقييم استراتيجيته مع واشنطن. ومع التراجع التدريجي للدعم الغربي لكييف، يبدو أن زيلينسكي أدرك أن الموارد الطبيعية لبلاده قد تكون الورقة الأخيرة لضمان استمرار المساعدات الأمريكية.
هذا التحرك يعكس إدراك أوكرانيا لمكانتها الجيواقتصادية، حيث تلعب مواردها الطبيعية دورًا محوريًا في الصناعات العسكرية والتكنولوجية. فالتيتانيوم يُستخدم في تصنيع الطائرات والمعدات العسكرية، بينما يعد الليثيوم والغرافيت عناصر أساسية في صناعة البطاريات وأشباه الموصلات، وهو ما يجعل كييف شريكًا استراتيجيًا محتملاً لواشنطن في حال إتمام الصفقة.
لكن السؤال الأهم يبقى: هل يقبل ترامب بهذا العرض؟ المعروف عنه اهتمامه بالمصالح الاقتصادية أكثر من الأيديولوجيات السياسية، وقد يُنظر إلى هذا الاتفاق على أنه فرصة لتعزيز الهيمنة الأمريكية على المعادن الحيوية. في المقابل، قد تواجه هذه الخطوة معارضة داخلية أمريكية، خاصة من الأصوات التي تطالب بوقف التدخل في الحرب الأوكرانية، وترى في تقديم المزيد من الدعم لكييف عبئًا اقتصاديًا على الولايات المتحدة.
زيلينسكي، الذي يبدو أنه تعلم سريعًا من دروس الحرب، وضع مقدّرات أوكرانيا الطبيعية على طاولة المفاوضات، في انتظار رد ترامب، الذي يُعرف عنه عدم تفويت الفرص الاقتصادية المغرية. فهل يقبل ترامب الصفقة، أم أن علاقته مع بوتين ستدفعه لإعادة صياغة السياسة الأمريكية تجاه أوكرانيا؟
-
اقرأ أيضا: