صراع القوى الكبرى في صحراء ليبيا.. مواجهة أمريكية روسية تلوح في الأفق؟

وطن – تتسارع الأحداث في ليبيا على وقع تحركات عسكرية ودبلوماسية أمريكية مكثفة، تهدف إلى قطع الطريق أمام التواجد الروسي المتزايد في البلاد، حيث شهدت الأيام الأخيرة نشاطًا أمريكيًا ملحوظًا بقيادة “أفريكوم”، في مقابل تحركات روسية مماثلة، ما يثير التساؤلات حول احتمالية تحول ليبيا إلى ساحة مواجهة غير مباشرة بين القوتين العظميين.

أوفدت القيادة الأمريكية في إفريقيا “أفريكوم” وفدًا عسكريًا وأمنيًا رفيع المستوى إلى شرق وغرب ووسط ليبيا، في الفترة من 3 إلى 6 فبراير الجاري، حيث التقى الوفد مسؤولين من حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس، والقيادة العامة للجيش الليبي في الشرق، في محاولة لإعادة ترتيب المشهد الأمني والعسكري في البلاد، مع التركيز على توحيد المؤسسة العسكرية، وهي ورقة أمريكية يبدو أنها موجهة لمواجهة التمدد الروسي في ليبيا وإفريقيا.

ضم الوفد نائب قائد أفريكوم، الجنرال جون برينان، ومديرة الاستخبارات في القيادة، الجنرال روز كرافوري، والقائم بأعمال السفارة الأمريكية في ليبيا، جيرمي برنت. اللقاءات شملت المشير خليفة حفتر في بنغازي، ورئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة في طرابلس، إضافة إلى مسؤولين عسكريين وأمنيين من الطرفين، في مؤشر واضح على محاولة واشنطن فرض رؤيتها في ليبيا عبر التواصل مع جميع الأطراف الفاعلة.

التحركات الأمريكية تأتي في وقت تكثف فيه روسيا وجودها العسكري في ليبيا، حيث أشارت تقارير إلى وصول قوات روسية إلى شرق البلاد، تمهيدًا لإنشاء قاعدة عسكرية تابعة للجيش الروسي، يمكن استخدامها لانطلاق عمليات موسكو في إفريقيا. وتشير بعض المصادر إلى أن قوات “الفيلق الإفريقي” الروسية بدأت تأخذ مكان قوات “فاغنر” في ليبيا، بعد إعادة انتشار الأخيرة على خلفية الصراع داخل القيادة الروسية.

في ظل هذا المشهد، أكد قائد أفريكوم أن واشنطن تعمل على توحيد الجيش الليبي ليكون قادرًا على مواجهة “الأطراف الخبيثة” التي تهدد المصالح الأمريكية في المنطقة، في إشارة غير مباشرة إلى روسيا.

التنافس الأمريكي الروسي على الأراضي الليبية ليس جديدًا، لكنه اليوم يدخل مرحلة أكثر تعقيدًا، حيث يبدو أن واشنطن وموسكو تتجهان نحو مواجهة غير مباشرة في ليبيا، عبر دعم الأطراف المحلية المتنازعة لتحقيق مصالحهما الاستراتيجية. ومع استمرار الفراغ الأمني والسياسي في ليبيا، فإن البلاد تبدو على شفا مرحلة جديدة من التدخلات الدولية، قد تعيد تشكيل المشهد السياسي والعسكري بالكامل.

فهل نشهد قريبًا تصعيدًا أمريكيًا ضد التواجد الروسي في ليبيا؟ وهل تستطيع واشنطن فرض رؤيتها لتوحيد الجيش الليبي، أم أن موسكو لديها خطط أخرى لمستقبل البلاد؟

تحركات عسكرية مفاجئة في ليبيا.. لواء المرسى يتقدم نحو طرابلس وسط تصاعد التوتر
Exit mobile version