حاخامات صهاينة في دمشق.. هل بدأت سوريا حقبة التطبيع العلني؟

وطن – بعد عقود من القطيعة، شهدت العاصمة السورية دمشق زيارة غير مسبوقة لوفد يهودي ضمّ حاخامات وشخصيات بارزة، في خطوة أثارت جدلًا واسعًا حول مستقبل العلاقات بين سوريا وإسرائيل.

وتأتي هذه الزيارة، التي جرت تحت رعاية رسمية، في سياق متغيرات إقليمية تشير إلى تحول جذري في السياسة السورية بعد سقوط نظام بشار الأسد.

لأول مرة منذ 33 عامًا، زار وفد يهودي يضم شخصيات بارزة، من بينهم الحاخام يوسف حمرا، العاصمة السورية، حيث جالوا بحرية في أحياء دمشق، في مشهد لم يكن متصورًا سابقًا. وقد وثقت وسائل الإعلام الإسرائيلية هذه الزيارة، معتبرة أنها تعكس مرحلة جديدة من “الانفتاح” السوري على اليهود والصهاينة، في ظل حكم هيئة تحرير الشام وزعيمها أبو محمد الجولاني.

هذه الزيارة تزامنت مع تقارير تكشف عن قيام الجيش الإسرائيلي بتعزيز وجوده في المناطق الحدودية مع سوريا، حيث أقام سبع نقاط عسكرية جديدة على طول المنطقة منزوعة السلاح، ما يثير تساؤلات حول طبيعة التفاهمات الجديدة بين دمشق وتل أبيب. فهل يشكل ذلك تمهيدًا لمزيد من التعاون غير المعلن؟

اللافت أن هذه التحركات تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة تغييرات كبرى، مع تزايد الحديث عن إعادة ترتيب الأوراق الجيوسياسية في الشرق الأوسط. فبينما تسعى دول عربية للتقارب مع إسرائيل ضمن مشاريع التطبيع، تبدو دمشق منخرطة في مسار مشابه، وإن كان بغطاء ديني وتاريخي، من خلال استضافة شخصيات يهودية وربما لاحقًا رجال أعمال صهاينة تحت ستار “عودة اليهود السوريين إلى وطنهم”.

لكن هذه الزيارة لم تمرّ دون اعتراضات، إذ أبدى العديد من السوريين رفضهم المطلق لأي انفتاح تجاه إسرائيل، معتبرين أن هذه الخطوة تمثل خيانة لدماء الشهداء الذين سقطوا في مواجهة الاحتلال. كما تساءل محللون عن الدور الحقيقي لتركيا في هذه التحركات، خصوصًا أن الجولاني وحكومته يحظيان بدعم أنقرة التي باتت تلعب دورًا رئيسيًا في رسم المشهد السياسي والعسكري في شمال سوريا.

فهل نحن أمام مرحلة جديدة من العلاقات السورية الإسرائيلية؟ وهل ستكون دمشق ساحة جديدة لاختبار مشاريع التطبيع في المنطقة؟

  • اقرأ أيضا:
خطط إسرائيلية للسيطرة على عمق سوريا وسط غضب من انفتاح الغرب على أحمد الشرع

‫2 تعليقات

  1. مجرد تساؤل (1)
    لماذا الترحيب بعودة الصهاينة، والإصرار على تهجير الفلسطينيين ؟
    أنا لست فقط ضد عودة أي صهيوني إلى أي بلد مسلم، بل أدفع بتهجيرهم، كما يدفعون بتهجير الفلسطينيين.
    سمعت الحق يقول والحق قول ربي:
    فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ…﴿البقرة 194 ﴾.
    وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِه…﴿النحل 126 ﴾.
    وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَ…﴿الشورى 40 ﴾.
    إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ…﴿الممتحنة 9 ﴾.
    في مقال نشره موقع ” almasryalyoum”، يوم:02/08/2014، تحت عنوان:” قصة الغزوة التي أمر الرسول فيها بقتل كل اليهود لغدرهم بالمسلمين”، جاء فيه ما نصه:
    ” حارب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، اليهود في أربع غزوات هي: «بني قينقاع والنضير وقريظة وخيبر»، ومن نتائجها إخراج اليهود من المدينة المنورة، ثم من شبه الجزيرة العربية كلها. وتختلف أسباب محاربة الرسول لليهود، ما بين محاولة قتل النبي، وخيانة العهود مع المسلمين، والتحالف مع الكفار ضد الصحابة في غزوة الخندق/الأحزاب.” انتهى الاقتباس والالتباس و التخلاط

  2. مجرد تساؤل(2)
    من هو الشيخ المغيلي !!!؟؟؟
    “القدس العربي” نشرت مقالا يوم:19/03/2024، تحت عنوان:”المسألة اليهودية بين الإمامَين «المَغِيلي والعَصْمُوني»؟” أثار محاربة الشيخ محمد بن عبد الكريم المغيلي “1427-1503” لتواجد اليهود في المغرب الأقصى وفي الجزائر لا سيما في غربها في منطقة توات.
    يمكن للقراء الكرام أن يجدوا أكثر تفاصيل عن الموضوع على “الأنترنت”.
    إليكم هذا فيديو منشر على منصة “يوتوب” على الرابط التالي:
    «youtube.com/watch?v=zXL5R5TKYrQ»
    تحت العنوان التالي:
    “أسد الجزائر محمد المغيلي، وردّه على موالاة سلطان فاس لليهود | حاربهم في توات، و فتح افريقيا السمراء”
    ملاحظة مهمة: فتوى المغيلي لطرد اليهود وهدم صوامعهم وقتلهم ليست كراهية لليهود أو اليهودية كما روج له الغربيون، وعرضها مشايخ آخرين، إنما لأنه لم يستسغ أهدافهم، لما رأى تغولهم بعد سيطرتهم على الإدارة في المغرب الأقصى والتجارة ومصادر المياه فأصبحوا يتحكمون في رقاب السكان لدرجة هضم الحقوق. كما رأى أنه ليس لهم أحقية في بناء صوامع لأن توات اختطها المسلمون لأنفسهم، وبسبب ذلك لم يعدوا أهل ذمة.
    أفتح قوس في الأخير، لأرد على بنكيران ألذي ادعى منذ أيام أن منطقة توات مغربية اقتطعتها فرنسا لتضمها إلى الجزائر، وها هو التاريخ وحقائقه تفنده.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى