بشار المصري: رجل الأعمال الفلسطيني-الأمريكي في قلب ترتيبات “اليوم التالي” في غزة؟

وطن – يثير اسم رجل الأعمال الفلسطيني-الأمريكي بشار المصري جدلاً واسعًا بعد أن تصدر عناوين الصحافة الإسرائيلية، التي روجت له باعتباره أحد المرشحين المحتملين للمشاركة في إدارة غزة بعد الحرب. الصحيفة العبرية معاريف وصفته بأنه شخصية “براجماتية” لا تربطها أي علاقات بحركة حماس أو السلطة الفلسطينية، ما يجعله مرشحًا مثاليًا وفق الرؤية الإسرائيلية-الأمريكية لمرحلة ما بعد الحرب.

المصري، الملياردير الفلسطيني وصاحب مشروع مدينة “روابي” بالضفة الغربية، ليس مجرد مستثمر عادي، بل شخصية ذات علاقات واسعة مع دوائر النفوذ في واشنطن وتل أبيب. تقارير إعلامية كشفت أنه كان مستشارًا سريًا للمبعوث الأمريكي السابق آدم بوهلر، الرجل الذي لعب دورًا رئيسيًا في صياغة سياسات إدارة ترامب تجاه الشرق الأوسط.

بحسب التقارير، فإن بوهلر والمصري أجريا لقاءات مكثفة خلال الأشهر الماضية، وتنقلا معًا في رحلات مكوكية بين القاهرة والدوحة وعواصم أخرى، حيث شاركا في محادثات غير معلنة تتعلق بترتيبات “اليوم التالي” في غزة، بما في ذلك إدارة القطاع بعد الحرب ومفاوضات تبادل الأسرى.

لم يكن بشار المصري بعيدًا عن دائرة الشبهات منذ سنوات، فقد حاول سابقًا شراء عقارات في القدس المحتلة، وهو ما أثار غضب الأوساط الفلسطينية التي اعتبرت هذه التحركات مقدمة لاختراق اقتصادي إسرائيلي للضفة الغربية. كما أن مشروعه “روابي” حصل على تسهيلات إسرائيلية غير مسبوقة، مما عزز الشكوك حول علاقاته مع جهات صهيونية نافذة.

الآن، وبعد الحرب التي شنها الاحتلال على غزة، يجد المصري نفسه في بؤرة الاهتمام كأحد الوجوه الفلسطينية التي يتم إعدادها لتلعب دورًا سياسيًا واقتصاديًا في إعادة تشكيل غزة وفق رؤية الاحتلال وحلفائه.

لكن المخاوف تتصاعد من أن يكون المصري جزءًا من مخطط أكبر يستهدف إعادة هندسة المشهد الفلسطيني بما يتوافق مع المصالح الإسرائيلية، خاصة أن واشنطن تسعى منذ سنوات إلى إيجاد شخصيات بديلة عن حماس والسلطة الفلسطينية لتولي زمام الأمور في غزة.

في النهاية، قد يكون بشار المصري مجرد اسم في قائمة طويلة من الأدوات التي يحاول الاحتلال توظيفها لفرض ترتيبات سياسية تخدم أجنداته، لكن المقاومة الفلسطينية أثبتت مرارًا أن مستقبل غزة لن يُرسم في الغرف المغلقة، بل على الأرض، وفق معادلات يفرضها السلاح والصمود الشعبي، لا المصالح الأمريكية-الإسرائيلية.

حماس تحذر: أي قوة تحل محل الاحتلال في غزة ستُعامل كعدو!
Exit mobile version