إسرائيل تُجبر أمريكا على إقالة مبعوث ملف الأسرى آدم بوهلر بعد تصريحاته عن حماس!

وطن – في خطوة مفاجئة، قررت الإدارة الأمريكية إقالة المبعوث الخاص بملف الأسرى الإسرائيليين، آدم بوهلر، بعد تصاعد ضغوط إسرائيلية غير مسبوقة، على خلفية تصريحات مثيرة للجدل وصف فيها حركة حماس بأنها “إنسانية”. هذه التصريحات أثارت عاصفة من الانتقادات داخل الأوساط الإسرائيلية، دفعت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى ممارسة ضغوط مباشرة على البيت الأبيض لإقالته.

بوهلر، الذي تم تعيينه للإشراف على مفاوضات تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، خرج بتصريحات اعتُبرت “صادمة” في تل أبيب، عندما قال في إحدى المقابلات الإعلامية إن “حماس أظهرت مواقف إنسانية في تعاملها مع ملف الأسرى”.

هذه التصريحات لم تمر مرور الكرام، حيث شن مسؤولون إسرائيليون هجومًا حادًا عليه، وصفوه بأنه غير مؤهل لإدارة الملف، متهمين إياه بتقديم صورة مضللة عن “حماس”. من بين هؤلاء، وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، الذي طالب بتدخل فوري من واشنطن لتصحيح هذا الخطأ.

مع تزايد الغضب في إسرائيل، قاد نتنياهو حملة ضغط مكثفة على إدارة ترامب، مطالبًا بإقالة بوهلر فورًا. وردًا على ذلك، عقدت الإدارة الأمريكية اجتماعًا عاجلًا لمناقشة القضية، وبعد مشاورات مكثفة، تقرر إبعاد بوهلر عن ملف الأسرى، في خطوة ترضي إسرائيل لكنها تثير تساؤلات حول استقلالية القرار الأمريكي في قضايا الشرق الأوسط.

في محاولة لتهدئة الأوضاع، نشر بوهلر اعتذارًا رسميًا على منصة “إكس”، مؤكدًا أن تصريحاته “أُسيء فهمها”، وأنه يعتبر حماس “منظمة إرهابية”. لكن يبدو أن هذه الخطوة جاءت متأخرة جدًا، حيث رفضت إسرائيل اعتذاره، معتبرة أنه “لا يُصلح الضرر الذي تسبب فيه”.

بينما اعتبرت تل أبيب أن الإقالة انتصارٌ دبلوماسي لها، يتساءل مراقبون عما إذا كان هذا القرار سيؤثر على العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية، خاصة مع استمرار الخلافات حول سياسات واشنطن تجاه تل أبيب في قضايا مثل الدعم العسكري والتفاوض مع الفصائل الفلسطينية.

يعتقد البعض أن هذه الواقعة تعكس مدى نفوذ إسرائيل داخل الإدارة الأمريكية، ومدى قدرة نتنياهو على التأثير في القرارات السياسية بواشنطن، خصوصًا في القضايا الحساسة المتعلقة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

يبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كانت هذه الخطوة مجرد إجراء مؤقت لتهدئة الأوضاع، أم أنها قد تؤدي إلى تغييرات أكبر في طريقة تعامل الإدارة الأمريكية مع ملف الأسرى ومع حماس عمومًا.

الأيام القادمة قد تكشف المزيد، لكن ما هو واضح حتى الآن أن نتنياهو نجح مجددًا في فرض رؤيته على السياسة الأمريكية، مستخدمًا نفوذه القوي داخل أروقة البيت الأبيض.

  • اقرأ أيضا:
نتنياهو “خارج الخدمة”.. واشنطن تهمّشه وتفاوض حماس مباشرة!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى