وطن – بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، كثفت إسرائيل تدخلها العسكري في سوريا خوفًا من تداعيات الفراغ السياسي على أمنها القومي. وخلال يومين فقط، شنت إسرائيل ما يقارب 500 غارة جوية استهدفت البنية التحتية العسكرية السورية، بما في ذلك مخازن الأسلحة والأسلحة الكيميائية.
لكن هل يؤدي هذا التصعيد إلى تعزيز أمن إسرائيل، أم أنه سيخلق مزيدًا من الفوضى التي قد تستغلها القوى المعادية؟

مخاوف إسرائيل: إيران، تركيا، والجهاديون
🔹 رحيل الأسد يعني خسارة إيران لحليفها الوحيد في المنطقة، مما يعوق تدفق الأسلحة إلى حزب الله في لبنان.
🔹 لكن البديل قد يكون أسوأ: تخشى إسرائيل أن يؤدي سقوط الأسد إلى تغلغل النفوذ التركي عبر الفصائل المدعومة من أنقرة، مثل هيئة تحرير الشام (HTS)، التي تسيطر الآن على الحكومة الانتقالية في دمشق.
🔹 تعتبر إسرائيل أحمد الشرع، الرئيس السوري المؤقت، وحكومته امتدادًا للنفوذ التركي، على الرغم من أن HTS قد تخلت عن ارتباطها بالقاعدة عام 2016.
في هذا السياق، لجأت إسرائيل إلى إستراتيجية عسكرية استباقية تهدف إلى منع أي تهديد محتمل قبل أن يتبلور.

إسرائيل توسع احتلالها في جنوب سوريا
إلى جانب الضربات الجوية، اتخذت إسرائيل خطوات غير مسبوقة على الأرض، من بينها:
🔹 التوغل العسكري داخل سوريا عبر الجولان المحتل، حيث أقامت 9 مواقع عسكرية جديدة.
🔹 إنشاء نقاط تفتيش وتنفيذ عمليات مداهمة واعتقالات ضد السكان المحليين.
🔹 السيطرة على الجانب السوري من جبل الشيخ، مما يمنحها رؤية استراتيجية تمتد إلى دمشق وسهل البقاع اللبناني.
إسرائيل تروج لمشروع “منطقة منزوعة السلاح” تمتد عبر الجنوب السوري بالكامل، مما يرسخ وجودها العسكري داخل الأراضي السورية.
🔹 تحاول إسرائيل استقطاب الأقلية الدرزية في الجنوب السوري، حيث عرضت على الدروز العمل في الجولان المحتل، كما تعهدت بحمايتهم من أي تهديد مستقبلي.
🔹 في الوقت نفسه، تسعى تل أبيب إلى استغلال العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا لإضعاف الحكومة الانتقالية، حيث تضغط على إدارة ترامب لربط رفع العقوبات بشروط صارمة تمنع أي تعاون سوري مع إيران أو تركيا.
ارتدادات خطيرة: هل تؤدي استراتيجية إسرائيل إلى نتائج عكسية؟
رغم أن إسرائيل تدعي أن تدخلها يهدف إلى ضمان الاستقرار الإقليمي، إلا أن تحركاتها قد تؤدي إلى العكس تمامًا:
🔹 زعزعة الاستقرار الداخلي:
في 28 فبراير، اندلعت اشتباكات بين الفصائل الدرزية وقوات الأمن السورية الجديدة في ضاحية جرمانا بدمشق، ما أدى إلى سقوط قتلى.
➡️ إسرائيل استغلت الحادثة لإعلان دعمها للدروز، لكن زعماء الطائفة سارعوا إلى رفض أي تحالف مع إسرائيل، ما يكشف فشل إسرائيل في كسب تأييد الأقليات السورية.
🔹 تقويض الحكومة السورية الجديدة:
تصاعد الغارات الجوية الإسرائيلية، إلى جانب فرض عقوبات اقتصادية مشددة، قد يدفع دمشق إلى تعميق تعاونها العسكري مع أنقرة، كرد فعل على الضغوط الإسرائيلية.
🔹 إسرائيل تعزز النفوذ الإيراني بدلًا من تقويضه:

بدلاً من تقليص النفوذ الإيراني، قد تؤدي الفوضى التي تخلقها إسرائيل إلى عودة إيران من خلال دعم الفصائل المسلحة التي كانت جزءًا من نظام الأسد السابق.
المخاوف الإسرائيلية من تركيا
إلى جانب مخاوفها من إيران، تعتبر إسرائيل النفوذ التركي في سوريا تهديدًا كبيرًا، حيث تخشى أن يؤدي التقارب التركي مع الحكومة الانتقالية إلى تقوية محور جديد يمتد من أنقرة إلى دمشق، بديلًا عن المحور الإيراني الذي سقط بسقوط الأسد.
🔹 خلال الأسابيع التي تلت سقوط الأسد، عقد مسؤولون أتراك لقاءات رفيعة المستوى مع أحمد الشراع، الرئيس السوري المؤقت.
🔹 إسرائيل تخشى أن تستخدم تركيا دعمها للحكومة الانتقالية لتوسيع نفوذها العسكري في سوريا، مما يمنحها دورًا إقليميًا أكبر على حساب إسرائيل.
📌 إسرائيل تخشى أن يؤدي هذا النفوذ التركي إلى انسحاب القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا، مما قد يمنح أنقرة مزيدًا من السيطرة على المناطق الكردية.
ماذا تريد إسرائيل من إدارة ترامب؟
🔹 الإبقاء على العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، وعدم تخفيفها إلا بشروط صارمة.
🔹 التأكد من أن دمشق لا تحصل على أي دعم اقتصادي أو سياسي يمكن أن يساعدها على استعادة السيطرة الكاملة على البلاد.
🔹 التعاون مع الولايات المتحدة لمنع تنامي الدور التركي في سوريا، خصوصًا مع وجود مخاوف من أن واشنطن قد تنسحب من شمال شرق سوريا، مما يفسح المجال لتركيا لفرض سيطرتها على كامل الشمال السوري.
هل تعيد إسرائيل التفكير في استراتيجيتها؟
بدلاً من خلق فوضى قد تؤدي إلى نتائج عكسية، قد يكون من الأفضل لإسرائيل اتباع نهج دبلوماسي أكثر حكمة، يقوم على:
🔹 تشجيع الحكومة الانتقالية في دمشق على تقديم التزامات أمنية واضحة تجاه إسرائيل وجيرانها.
🔹 التعاون مع الولايات المتحدة والأردن لضمان استقرار الجنوب السوري دون الحاجة إلى تدخل عسكري واسع النطاق.
🔹 التفاوض مع القوى الدولية لضمان نزع السلاح الكيميائي السوري بطريقة شفافة وتحت إشراف دولي.
وفي حال استمرت إسرائيل في سياساتها الحالية، فقد تجد نفسها في مواجهة حكومة سورية معادية ومدعومة من أنقرة، وهو سيناريو قد يكون أكثر تهديدًا لأمنها من نظام الأسد نفسه.
-
انتهاء الهدنة في غزة.. مئات الشهداء وقصف إسرائيلي مدمر وسط صمت عالمي!
-
السيسي يبني 49 سجنًا جديدًا.. القمع أولويته بينما تغرق مصر في الأزمات!
-
مئات الشهداء بينهم أطفال ومئات المصابين في قصف إسرائيلي مكثف على قطاع غزة
-
وفاة الشيخ أبو إسحاق الحويني.. “اخلع نياشينك”.. رحل بجسدٍ فانٍ وعلمٍ باقٍ
-
صراع المحمدين يشتعل.. السعودية تهاجم الإمارات بسبب ترسيم الحدود!
-
زيارة طحنون بن زايد إلى واشنطن: صفقات سرية لإعادة رسم خريطة النفوذ الإماراتي في المنطقة