اكتشاف نبضات راديوية غامضة في مجرة درب التبانة لم يسبق لها مثيل
وطن – كشف تقرير لبرنامج Face the Nation عن اكتشاف علمي مثير، حيث رصد علماء الفلك نبضات راديوية طويلة المدى صادرة عن نظام نجمي ثنائي في مجرة درب التبانة، يبعد عن الأرض 1,600 سنة ضوئية. هذه الظاهرة الجديدة، التي يطلق عليها LPTs (Long Period Radio Transients)، تعتبر فريدة من نوعها ولم يتم رصدها سابقًا إلا في النجوم النيوترونية.
مصدر النبضات الغامضة
بحسب التقرير، فإن هذه النبضات تأتي من نجمين يدوران حول بعضهما البعض في كوكبة الدب الأكبر. النجم الأول هو قزم أبيض، وهو بقايا نجمية كثيفة، بينما النجم الثاني هو قزم أحمر بارد، وهو النوع الأكثر شيوعًا من النجوم في الكون.
ويعتقد العلماء أن هذه النبضات الراديوية التي تستمر بين 30 إلى 90 ثانية ناتجة عن التفاعل المغناطيسي بين النجمين أثناء دورانهما، مما يؤدي إلى إطلاق موجات راديوية دورية كل 125.5 دقيقة.
كيف تم الاكتشاف؟
أوضحت الدكتورة آيريس دي رويتر، العالمة بجامعة سيدني وأحد المشاركين في البحث، أن فريقها استخدم بيانات تلسكوب LOFAR الراديوي، وهو شبكة من التلسكوبات في أوروبا قادرة على التقاط ترددات منخفضة جدًا من الفضاء. من خلال تحليل البيانات التاريخية، تم العثور على عدة نبضات راديوية تعود إلى عام 2015، مما قاد العلماء إلى تحديد مصدرها.
ما الذي يميز هذا الاكتشاف؟
على عكس الانفجارات الراديوية السريعة (FRBs)، التي تستمر لأجزاء من الثانية وتأتي عادةً من خارج مجرتنا، فإن هذه النبضات أطول بكثير وأقل طاقة، مما يثير تساؤلات حول أنواع الأجسام الفلكية التي يمكن أن تولد مثل هذه الإشارات.
وقال الدكتور تشارلز كيلباتريك، الباحث في مركز استكشاف الفيزياء الفلكية بجامعة نورث وسترن:
“هذه النبضات الراديوية تشبه إلى حد كبير FRBs، لكنها تختلف في المدة والطاقة، وهو ما يفتح الباب أمام احتمال وجود تصنيف جديد من الأجسام الفلكية.”
ماذا بعد؟
يخطط الفريق لمواصلة رصد النبضات باستخدام الأشعة فوق البنفسجية والأشعة السينية، لمعرفة المزيد عن كيفية تفاعل الحقول المغناطيسية بين النجمين. كما يعمل علماء الفلك حاليًا على تحليل المزيد من بيانات LOFAR بحثًا عن أنظمة مماثلة، مما قد يساعد في فهم تطور النجوم الثنائية وتأثيراتها المغناطيسية.
وتعليقًا على هذا الاكتشاف، قالت البروفيسورة ناتاشا هيرلي ووكر، عالمة الفلك الراديوي في جامعة كيرتن بأستراليا:
“نحن في بداية رحلة لاكتشاف هذه الظاهرة، وقد تقودنا إلى اكتشافات مذهلة عن طبيعة الكون.”