صفقة ترامب والشرع السرية.. واشنطن تعرض تخفيف العقوبات مقابل تنازلات صادمة!

وطن – في تحوّل مفاجئ يُعد الأول من نوعه منذ أكثر من عقد، كشفت تقارير عن لقاء سري بين مسؤولين سوريين وأمريكيين جرى على هامش مؤتمر بروكسل للمانحين.

اللقاء جمع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ونائبة مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون بلاد الشام ناتاشا فرانشيسكي، وطرح خلاله مقترح أمريكي لتخفيف جزئي للعقوبات المفروضة على سوريا مقابل حزمة شروط سياسية وأمنية.

أبرز الشروط التي وردت في اللقاء، وفق مصادر مطلعة، تمثلت في تدمير ما تبقى من الأسلحة الكيميائية السورية، وتعيين مسؤولين جدد “غير مرتبطين بالميليشيات الأجنبية”، إلى جانب التعاون مع واشنطن في قضية الصحفي الأمريكي المختفي في سوريا أوستن تايس.

التحرك الأمريكي قوبل باهتمام حذر من دمشق، التي تعاني من أزمة اقتصادية خانقة وقيود خانقة بسبب عقوبات “قانون قيصر”، وترى في العرض فرصة لفك العزلة جزئيًا وإنعاش الاقتصاد المنهار. في المقابل، تسود حالة من الانقسام داخل الإدارة الأمريكية حول جدوى هذا الانفتاح، خاصة مع ضغوط إسرائيلية كبيرة للإبقاء على سوريا ضعيفة ومعزولة.

اللافت أن هذا التقارب المحتمل يأتي في وقت حساس تشهد فيه المنطقة تغيّرات جذرية، وسط صعود محاور جديدة وتراجع النفوذ الأمريكي في عدة ساحات إقليمية. ما يطرح تساؤلات جدّية حول: هل نحن أمام بداية لانفراجة حقيقية؟ أم أن الصفقة مجرد تكتيك سياسي مؤقت؟ وهل يُمكن أن تؤدي هذه الخطوة إلى رفع تدريجي للعقوبات الأميركية المفروضة على سوريا منذ 2011؟

في الأثناء، تراقب قوى إقليمية مثل إيران وروسيا والصين هذا التقارب المحتمل بقلق، باعتباره تهديدًا مباشرًا لمصالحها في الساحة السورية. كما تتخوف تل أبيب من أن يؤدي هذا الانفتاح إلى تقليص الهجمات الجوية الإسرائيلية على مواقع داخل سوريا، في حال تغيرت المعادلات الأمريكية.

كل هذه المؤشرات تعني أن الاتفاق السري بين ترامب والقيادة السورية الجديدة قد يحمل في طيّاته تحوّلًا استراتيجيًا لا يمسّ سوريا وحدها، بل يعيد تشكيل المشهد السياسي في الشرق الأوسط.

هل تفتح مرحلة ما بعد بشار الأسد الباب لرفع العقوبات عن سوريا؟
Exit mobile version