الجدة ليلى سويف تضرب عن الطعام للمطالبة بالإفراج عن ابنها علاء عبدالفتاح
علاء عبد الفتاح، الناشط المؤيد للديمقراطية، محتجز في السجون المصرية لأكثر من 10 سنوات بتهم وصفتها الأمم المتحدة بأنها غير عادلة.
وطن – في مشهد يلفه الألم والتصميم، تواصل الجدة المصرية ليلى سويف، البالغة من العمر 68 عامًا، إضرابها عن الطعام خارج وزارة الخارجية البريطانية. وتهدف هذه الخطوة إلى الضغط على الحكومة البريطانية للتحرك من أجل الإفراج عن ابنها علاء عبدالفتاح، الناشط السياسي المعتقل في مصر منذ أكثر من عقد.
خلفية القضية
علاء عبد الفتاح، الذي يحمل الجنسية البريطانية، يعيش ابنه خالد البالغ من العمر 13 عامًا في برايتون، المملكة المتحدة. تعرض علاء للسجن بسبب منشور على “فيسبوك” انتقد فيه ممارسات الشرطة. انتهت مدة حكمه رسميًا في سبتمبر 2024، لكن السلطات المصرية لم تعترف بالإفراج عنه. وقد وصفت الأمم المتحدة محاكمته بأنها غير عادلة.
ورغم تعهد الحكومة البريطانية بالعمل على إطلاق سراحه، إلا أن عائلته تعبر عن خيبة أملها من تعامل الحكومة مع القضية. تقول شقيقته سناء سيف إن وزير الخارجية البريطاني الجديد، ديفيد لامي، أصبح أقل تجاوبًا منذ توليه منصبه، مشيرة إلى أن التركيز على العلاقات التجارية مع مصر طغى على الجهود الإنسانية.
تفاصيل الإضراب عن الطعام
بدأت ليلى سويف إضرابها عن الطعام منذ أكثر من 80 يومًا، تعيش خلالها على الشاي الأخضر وأملاح إعادة الترطيب فقط. فقدت الجدة ما يقارب 25 كيلوجرامًا من وزنها، وأصبحت تقول:
“إما أن يخرج ابني من السجن أو أنهار. بمجرد أن أفقد الوعي، لا يعود لي أي دخل فيما يحدث.”
تفاعل شعبي ودولي
حظيت قضية علاء بدعم شعبي ودولي واسع. وقع أكثر من 100 نائب بريطاني على رسالة تطالب بالإفراج عنه، بينما أعرب العديد من المشاهير، مثل نعومي كلاين وجوزيف فاينز، عن تضامنهم مع العائلة.
🎤 ليلى سويف: إضرابي مستمر، ووضعي له ثلاث نهايات، إما أن يُطلق سراح علاء، أو تتدهور صحتي وربما أفقد حياتي، أو أتراجع وأعيش مكسورة أراقب علاء وهو يُنكَّل به بلا نهاية.
🎂 أمس الاثنين، أتم الناشط السياسي علاء عبدالفتاح عامه الـ43 داخل السجن، بعيدًا عن أسرته وأصدقائه، وسط استمرار… pic.twitter.com/mxmOoBR6BA
— Zawia3-زاوية ثالثة (@zawiaa3) November 19, 2024
تجاهل بريطاني ومماطلة مصرية
ورغم الدعوات المستمرة، فإن الاستجابة من الجانب البريطاني كانت محدودة كما أشارت صحيفة “الإندبيندت” البريطانية. أشارت العائلة إلى أن اللقاءات مع المسؤولين المصريين، مثل الاجتماع الأخير بين وزير الخارجية البريطاني ونظيره المصري، ركزت بشكل أساسي على التعاون التجاري بدلاً من مناقشة ملف علاء.
الأثر الإنساني لإضراب ليلى
التجربة المؤلمة التي تمر بها ليلى سويف لا تقتصر على تأثيرها الجسدي فقط. يقول ريتشارد راتكليف، الذي خاض تجربة مماثلة للمطالبة بإطلاق سراح زوجته نازانين زاغاري راتكليف من السجون الإيرانية:
“بعد 80 يومًا من الإضراب، لا شك أن الأضرار دائمة. الأمر يستغرق شهورًا للتعافي جسديًا ونفسيًا.”
الموقف الرسمي البريطاني
قال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية:
“أولويتنا تظل تأمين إطلاق سراح علاء عبد الفتاح ولم شمله مع عائلته. نحن نواصل إثارة قضيته على أعلى المستويات مع الحكومة المصرية.”
أمل العائلة
في ظل الظروف الصعبة، لا تزال ليلى سويف تأمل أن تؤدي جهودها إلى تحرك ملموس من الحكومة البريطانية. رفعت لافتة مكتوب عليها:
“كل ما أريده في عيد الميلاد هو حرية علاء.”
وتظل قصة علاء عبد الفتاح وعائلته رمزًا للنضال من أجل الحرية والعدالة في مواجهة الممارسات القمعية. وبينما يترقب العالم الخطوة القادمة من الحكومتين البريطانية والمصرية، يستمر إضراب ليلى كصرخة ألم وأمل في آنٍ واحد.