عبد الرحمن يوسف: النيابة اللبنانية تنتظر قرار القاهرة بشأن تسليمه
وطن – في خبر أثار ضجة واسعة، أعلنت السلطات اللبنانية عن اعتقال الشاعر المصري والناشط السياسي عبد الرحمن يوسف في العاصمة بيروت، بناءً على طلب مقدم من الإنتربول الدولي. بينما تنتظر النيابة العامة اللبنانية توجيهات القاهرة بشأن تسليمه إلى السلطات المصرية، يثير هذا الحدث تساؤلات حول الحريات السياسية في مصر وموقف السلطات اللبنانية من هذا الملف الشائك.
ملابسات الاعتقال
وأفادت صحيفة “مدى مصر” أن عبد الرحمن يوسف، المعروف بانتقاداته للحكومة المصرية، تم توقيفه في مطار بيروت الدولي يوم 30 ديسمبر 2024 عند وصوله إلى لبنان. جاء الاعتقال نتيجة مذكرة توقيف دولية صادرة من الإنتربول بناءً على طلب مصري. ورغم إقامته لفترة طويلة خارج مصر، فإن اسمه ظل مدرجًا ضمن قوائم المطلوبين للسلطات المصرية.
وفقًا للمصادر القضائية اللبنانية، أُحيل يوسف إلى النيابة العامة التمييزية، التي ستنتظر بدورها الرد الرسمي من السلطات المصرية بشأن طلب تسليمه. ويخضع هذا الإجراء عادة لمراجعات قانونية ودبلوماسية قد تطول، لا سيما إذا أُثيرت قضايا تتعلق بالحقوق الإنسانية والسياسية للمعتقل.
ردود الأفعال الدولية
أثار اعتقال عبد الرحمن يوسف موجة من الانتقادات من قبل منظمات حقوق الإنسان الدولية التي نددت بما وصفته بـ”الاضطهاد المستمر للمعارضين السياسيين من قبل السلطات المصرية”. وقالت هيومن رايتس ووتش في بيان لها: “نحث السلطات اللبنانية على مراعاة المعايير الدولية لحقوق الإنسان، وعدم المساهمة في انتهاكات متوقعة إذا ما تم تسليم يوسف إلى مصر”.
عبد الرحمن يوسف: خلفية الشاعر والناشط
عبد الرحمن يوسف هو ابن الداعية الإسلامي البارز يوسف القرضاوي، واشتهر خلال العقد الماضي كشاعر وناشط سياسي يدعم الحريات وحقوق الإنسان في مصر. لعب دورًا بارزًا في الاحتجاجات المناهضة للنظام خلال ثورة 25 يناير 2011. ومع صعود الحكومة الحالية، غادر مصر بسبب التضييق على المعارضة، وواصل انتقاداته من الخارج.
يوسف يعتبر من أبرز الأصوات الأدبية التي تمزج بين الشعر والالتزام بالقضايا السياسية والاجتماعية. وله عدد من المؤلفات التي تعبر عن نضاله من أجل حرية التعبير وحقوق الشعوب.
التسليم: بين القانون والسياسة
وفقًا للقانون الدولي، يمكن للدولة اللبنانية رفض تسليم يوسف إذا كان يواجه خطر التعذيب أو سوء المعاملة أو المحاكمات غير العادلة في بلده. وتتعرض مصر لانتقادات متزايدة من قبل منظمات حقوق الإنسان بسبب سجلها في التعامل مع السجناء السياسيين والمعارضين.
يقول أحد الخبراء القانونيين: “إذا قررت بيروت تسليمه، فإنها ستتحمل مسؤولية كبيرة تجاه انتهاكات محتملة قد تحدث له في مصر. وستكون هذه القضية اختبارًا لموقف لبنان من التزاماته تجاه حقوق الإنسان”.
ماذا بعد؟
بينما تنتظر النيابة العامة اللبنانية القرار المصري بشأن طلب التسليم، يظل مصير عبد الرحمن يوسف معلقًا. سيحدد هذا القرار ليس فقط مستقبله الشخصي ولكن أيضًا مدى استعداد الحكومات الإقليمية لاحترام المعايير الدولية في التعامل مع المعارضين السياسيين.
-
اقرأ أيضا: