تميم في دمشق.. أول زعيم عربي يلتقي الجولاني بعد سقوط الأسد
وطن – في خطوة دبلوماسية بارزة، وصل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى العاصمة السورية دمشق، ليكون بذلك أول زعيم عربي يلتقي أحمد الشرع، القائد الجديد للإدارة السورية، بعد سقوط نظام بشار الأسد. تأتي هذه الزيارة بعد أسابيع من تحركات دبلوماسية مكثفة قادها وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، تمهيدًا لاستئناف العلاقات بين الدوحة ودمشق بعد قطيعة دامت أكثر من عقد.
الزيارة التي توصف بالتاريخية، تحمل دلالات سياسية كبيرة، لا سيما أن قطر كانت من أشد المعارضين لنظام الأسد منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، حيث دعمت المعارضة سياسيًا ولوجستيًا وساهمت في عزل دمشق عربيًا ودوليًا. ومع سقوط النظام السابق وتولي أحمد الشرع رئاسة البلاد، تسعى الدوحة لتعزيز حضورها في سوريا الجديدة، في ظل سباق إقليمي ودولي لإعادة ترتيب النفوذ في المنطقة.
وفقًا لمصادر دبلوماسية، فإن المحادثات بين الشيخ تميم وأحمد الشرع ستشمل ملفات سياسية وأمنية، بالإضافة إلى مناقشة فرص التعاون الاقتصادي وإعادة إعمار سوريا. كما تأتي الزيارة عقب إعادة فتح السفارة القطرية في دمشق، في خطوة تمثل اعترافًا رسميًا من الدوحة بالحكومة السورية الجديدة.
المحللون يرون أن زيارة أمير قطر إلى سوريا تعكس رغبة الدوحة في لعب دور محوري في إعادة تشكيل المشهد السوري، خاصة في ظل المنافسة بين القوى الإقليمية مثل تركيا وإيران والإمارات. كما تشير هذه الخطوة إلى بداية فصل جديد من العلاقات العربية مع دمشق، بعد سنوات من العزلة والصراعات.
من جهة أخرى، لا تزال التساؤلات قائمة حول موقف بقية الدول العربية من الإدارة السورية الجديدة، لا سيما السعودية والإمارات، اللتين تترقبان تطورات المشهد قبل اتخاذ خطوات مماثلة. في الوقت نفسه، تتابع واشنطن وموسكو عن كثب هذه التحركات، لما لها من تأثير مباشر على التوازنات الدولية في الملف السوري.
يبقى السؤال الأهم: هل ستقود هذه الزيارة إلى مرحلة جديدة من الاستقرار في سوريا، أم أنها مجرد خطوة تكتيكية ضمن لعبة النفوذ الإقليمي؟
-
اقرأ أيضا: