غزة تتضوّر جوعًا.. العرب في لهوهم منشغلون والصهاينة على موائدهم!

وطن – غزة تختنق جوعًا، تُحاصر بالموت والقهر، فيما قادة العرب غارقون في الولائم الفاخرة والمجالس العامرة بالصهاينة. أكثر من أسبوعين مرت منذ أن أغلق الاحتلال المعابر ومنع دخول المساعدات الغذائية والطبية إلى القطاع، تاركًا مليوني إنسان يواجهون الموت البطيء، بينما يتفرج العالم بصمت مريب.

على أنقاض المباني المدمرة، وفي شوارع تحولت إلى مقابر مفتوحة، يفطر الفلسطينيون على القليل مما تبقى من طعام، بينما الأطفال يتدافعون للحصول على كسرة خبز أو ملعقة مرق. المياه شحيحة، والجوع يهدد 90% من سكان القطاع، فيما يواصل الاحتلال فرض سياسته التجويعية كعقاب جماعي لأهل غزة الذين رفضوا الاستسلام.

بينما يموت أطفال غزة جوعًا، يقيم بعض القادة العرب مآدب الإفطار الضخمة، ينفقون الملايين، بل ويفتحون أبوابهم للصهاينة، في مشهد يُجسد التناقض المخزي بين أمة تئن تحت الحصار، وأخرى تلهث خلف التطبيع. فبدلًا من نصرة غزة بشق تمرة، يسارع بعضهم لتقديم الولاء لنتنياهو، الذي يستخدم التجويع كأداة انتقام بعد فشله العسكري في القطاع.

في شهر الصلاة والرحمة، ترتفع أصوات التكبير في المساجد، لكنها تترافق مع صرخات الجوعى في مخيمات النازحين، الذين يبيتون على الجوع ويرفعون أياديهم للسماء يستغيثون. فإلى متى يبقى الفلسطيني مهانًا، مذلولًا، يقاتل وحده على كل الجبهات، بينما أشقاؤه منشغلون بالمصالح والتحالفات؟

في الوقت الذي يُراد فيه لغزة أن تُجَوَّع حتى الركوع، يبقى السؤال: أين الأمة التي تدّعي نصرة المظلومين؟ أين الغضب العربي على أطفال يموتون بسبب منع الطعام والماء؟ الأيام تمضي، والمعاناة تتفاقم، لكن التاريخ لا ينسى، ولن يرحم من خذلوا غزة في لحظة كانت تحتاجهم فيها أكثر من أي وقت مضى.

  • اقرأ أيضا:

صيام في غزة.. إفطار على الحشائش وسط حصار التجويع!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى