جمهورية الخوف.. سرينة شرطة تفرق آلاف المحتفلين بتتويج الأهلي ببطولة إفريقيا (فيديو)
أظهر الفيديو، تجمّعاً مهولاً للمواطنين الذين احتشدوا بكميات ضخمة جداً للاحتفال بفوز الأهلي بالبطولة الإفريقية لكن مع اقتراب سيارات شرطة تفرّق المحتفلون

وطن- انتشر مقطع فيديو وُصف بأنه صادم، يُظهر فضّ تجمّع لمئات المواطنين من مصر ممن كانوا يحتفلون بفوز النادي الأهلي بدوري أبطال إفريقيا، بسبب “سرينة شرطة”.
وأظهر الفيديو، تجمّعاً مهولاً للمواطنين الذين احتشدوا بكميات ضخمة جداً للاحتفال بفوز الأهلي بالبطولة الإفريقية.
وبينما كان المواطنون في خضمّ احتفالاتهم، ظهرت في المنطقة ثلاث سيارات شرطة، فما كان من هؤلاء إلا أنّ تفرقوا سريعاً وسط حالة من الرعب.
https://twitter.com/ahlaamm___2020/status/1668524636194127872?s=20
جمهورية الخوف في مصر
ويعبّر هذا المشهد المثير للسخرية، عما تُسمى في مصر “جمهورية الخوف”، إذ دائماً ما تتخوف السلطات من أي تجمعات لأي سبب من الأسباب قد تتحول إلى حراك شعبي يحمل طابعاً سياسياً.
يتجلى هذا المشهد في مدرجات كرة القدم الخاوية على الرغم من الاستقرار الأمني الذي تعيشه البلاد، إلا أنّ محللين يعتبرون أن السلطات تتخوف من جمهور الكرة الذي لعب دوراً مؤثراً وبارزاً في ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك.
ويقول كثير من الخبراء، إن المجتمع ومؤسسات الدولة تكبّدوا كلفة باهظة، ستبقى آثارها عقوداً، في ظل استمرار ماكينة القمع والإقصاء بشكل منهجي في السنوات السابقة.
ويقول معتز الفجيري الأكاديمي والحقوقي المصري، والمشرف العام على مجلة رواق عربي الصادرة عن مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، إن سنوات جمهورية الخوف تركت بصمتها على تعميق خلل الاقتصاد المصري، وتدهور الظروف المعيشية للمصريين.
ويرى أن الحوار الوطني الذي يُعقد حالياً والتفاوض والتنازلات المتبادَلة بين الفرقاء السياسيين، يمثّل بوابة الخروج الآمنة للمجتمعات التي مرّت بظروف مشابهة لمصر.
ويشير إلى أن التعامل مع أبعاد أزمة حقوق الإنسان غير المسبوقة في مصر، والتي ترسّخت وتراكمت عبر السنوات السابقة، هو المدخل الأكثر إلحاحاً لأيّ حوار أو توافق وطني في مصر، وباعتباره المدخل الضروري لالتئام نسيج هذا المجتمع.