فوائده لا توصف..الطبيعة العمانية الساحرة تهدي العالم أفضل أنواع “الكندر”
لا يزال اللبان العماني، الذي يعتبر أفضل أنواع اللبان عالمياً، مطلوباً في العديد من بلدان العالم، حيث يتم إدخاله في صناعة الأدوية، والزيوت والمساحيق والعطور والشموع الخاصة، بالإضافة إلى استخدامه في العديد من دور العبادة حول العالم.
وتمتاز مدينة ظفار العُمانية بزراعة شجرة الكندر التي تنتج اللبان؛ لكون بيئتها تناسب زراعة وانتشار هذه الشجرة، ويصل ما تنتجه المحافظة في العام الواحد إلى سبعة آلاف طن تقريباً، وهو ما يمكن تقدير قيمته المبدئية بنحو 30 مليون ريال عماني.
ورغم أن اللبان العماني، الظفاري المنشأ، أجود أنواع اللبان في العالم، فإن شجرة اللبان تنتشر في اليمن أيضاً وبقية أجزاء شبه الجزيرة العربية وشمالي الصومال وإثيوبيا.
وعُرفت ظفار قديماً ببلاد اللبان، وكان ميناء سمهرم في ظفار يصدّر اللبان في القرن الأول الميلادي إلى اليمن ومصر وروما.
وعُرف اللبان منذ عصور ما قبل الميلاد، واعتمدت على تجارته حضارات مختلفة كحضارات اليمن القديمة مثل مملكة معين وسبأ والأنباط، كما ارتبطت تجارته بطريق البخور، وهو طريق تجاري يربط الهند بالجزيرة العربية ومصر.
وتشير المصادر التاريخية إلى أن الملكة المصرية حتشبسوت (1500ق.م) كانت تجلب اللبان المقدس من بلاد بونت (شمال شرقي الصومال أو ظفار العمانية) كما تشير المصادر التاريخية إلى أن ازدياد الطلب على اللبان في بلاد اليونان وبلاد الشام والعراق وفارس يرجع إلى القرن السادس قبل الميلاد؛ وذلك إزاء ما كان يمثله اللبان من أهمية للإمبراطوريتين الفارسية والرومانية في الطقوس الدينية.
وتشير المصادر التاريخية إلى أن اللبان وصل إلى أوروبا الغربية عن طريق الحملات الصليبية على الشرق، في العصور الوسطى، حيث يذكر بعض الباحثين أن اللبان انتقل لأوروبا الغربية من لبنان.
يشار إلى أن استخراج اللبان من شجرة الكندر يؤثر على خصوبة بذورها، حيث تتدنى نسبة خصوبة بذور شجرة الكندر، التي يتم استخراج اللبان منها إلى 18%، في حين يرتفع لدى الأشجار التي لم يتم استخراج اللبان منها إلى 80%.
وأصبحت المناطق التي تُزرع فيها شجرة اللبان بمحافظة ظفار معالم بارزة ضمن المعالم والمقومات السياحية التي يرتادها الزوار القادمون إلى هذه المحافظة، حيث يحرص السياح، خاصة الخليجيين منهم، على زيارة تلك المناطق ومعرفة أهمية وتاريخ تلك الأشجار وفوائد اللبان، ويلتقطون الصور التذكارية بجانبها.
والكندر في الحقيقة ليس إلا اللبان المألوف وأجود أنواعه في التبخير، وهو ذلك النوع الذي يطلق عليه في اللغة العربية الدارجة اسم اللبان الذكر، وكلمة اللبان هي ذات أصل عربي قديم وردت في نقوش الخط المسند، وانتقلت هذه الكلمة القديمة إلى اللغة اليونانية فصارت Libanos وإن كان اسمه في بعض اللغات الأوروبية مختلفاً عن هذه الكلمة فهو في الإنجليزية يسمى Frankincense، أما كلمة كندر فهي حضرمية الأصل.
وتوجد في ظفار أربعة أنواع من الكندر تختلف باختلاف المناطق ومدى ارتفاعها وابتعادها عن الساحل؛ أجودها اللبان “الحوجري”، ويليه اللبان “النجدي”، ثم اللبان “الشعبي”، فاللبان “الشزري”، بحسب “الخليج أونلاين”.
وبذلك، فإن سلطنة عُمان غزت العالم بما تنتجه شجرة الكندر؛ إذ انطلق اللبان من ظفار لينتشر في أصقاع الأرض، حاملاً العلاج والطيب والقدسية.